ظاهرة التوازن في الكون
صفحة 1 من اصل 1
ظاهرة التوازن في الكون
ننظر في هذا العالم من حولنا فنجد الليل والنهار، والظلام والنور، والحرارة والبرودة، والماء واليابس، والغازات المختلفة، كلها بقدر وميزان وحساب، لا يطغى شيء منها على مقابله، ولا يخرج عن حده المقدر له.
وكذلك الشمس والقمر والنجوم والمجموعات الكونية في فضاء الله الفسيح … إن كلا منها يسبح في مداره، ويدور في فلكه، دون أن يصدم غيره، أو يخرج عن دائرته. وصدق الله العظيم إذ يقول: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49) ، (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) (الملك: من الآية 3)، (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّـس:40)
والإسلام يريد من الأمة المسلمة أن تعكس ظاهرة التوازن الكونية في حياتها وفكرها وسلوكها؛ فتتميز بذلك عن سائر الأمم.
وإلى هذه الخصيصة البارزة يشير قوله تعالى مخاطبا أمة الإسلام: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)(البقرة: من الآية143)
ووسطية الأمة الإسلامية إنما هي مستمدة من وسطية منهجه ونظامه؛ فهو منهج وسط لأمة وسط. منهج الاعتدال والتوازن الذي سلم من الإفراد والتفريط، أو من ا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى